الإمام الحارث بن اسد المحاسبي، المتوفى 243 هـ
نسبه:
الحارث بن أسد بن عبد الله المحاسبي البصري كنيته أبو عبد
الله، سمي المحاسبي لأنه كان يحاسب نفسه. أحد العلماء في القرن الثالث الهجري، بصرى
ُّالأصل، مات ببغداد سنة ثلاث وأربعين ومائتين. يقول عنه أبو عبد الرحمن السلمي أنه
«أستاُذ أكثرِ البغداديين»؛ وهو من أَهل البصرة ولد سنة 170 هـ.
أخباره:
كان الحارث المحاسبی أستاذ أكثر البغداديين وهو من مشايخ
القوم بعلوم الظاهر والمعاملات والإشارات، ھو أصله من البصرة وسكن بغداد .و معاصريه
أحمد بن حنبل.
ورعه:
أنه ورث عن أبيه سبعين ألف درهم، فلم يأخذ منها شيئا، أي
لأن أباه كان قدرياً، فتركه ورعاً، لإختلاف العلماء في تفكيرهم، وقال: « صحت الرواية
أنه لا يتوارث أهل ملتين شيئاً ». ومات وهو محتاج إلى درهم. وروي أنه كان إذا مد يده
إلي الطعام فيه شبهة تحرك إصبعه عرق، فكان يمتنع منه. وقال الجنيد: « مرّ بي يوماً،
فرأيت فيه أثر الجوع، فقلت: "يا عم، ندخل الدار وتتناول شيئاً"، فقال:
"نعم" فدخلت الدار، وحملت إليه طعاماً، من عرس قوم؛ فأخذ لقمة وأدارها في
فيه مراراً، ثم قام وألقاها في الدهليز وفر، فلما رأيته بعد أيام، قلت له في ذلك، فقال:
"أني كنت جائعاً أن أسرك بأكلي وأحفظ قلبك، ولكن بيني وبين الله علامة: ألا يسوغني
طعاما فيه شبهة، فلم يمكنني ابتلاعه، فمن أين كان ذلك الطعام". فقلت: "أنه
حمل من دار قريب لي من العرس" ثم قلت له: "تدخل اليوم" فقال:
"نعم" فقدمت اليه كسراً كانت لنا فأكل، وقال: "إذا قدمت إلى فقير شيئاً
فقدم مثل هذا"».
أقواله:
قال أبو عبد االله بن خفيف: « اقتدوا بخمسة من شيوخنا، والباقون
سلِّموا لهم حالهم: الحارث بن أسد المحاسبي، والجنيد بن محمد، وأبو محمد رُويم، وأبو
العباس ابن عطاء، وعمرو بن عثمان المكيِّ؛ لأنهم جمعوا بين العلم والحقائق. »
في تنزيه الله « هو سبحانه علم ما كان وما يكون وما لا يكون
لو كان كيف كان يكون وذلك لتفرده بعلم الغيوب فلا حاجة للقول بصفات حادثة ولا حاجة
لنفي الصفات بحجة التنزيه ما دام العلم واحدا في كل حال والمتغير تعلقه أي المعلوم
إذ أن العلم هو انكشاف المعلوم على ما هو عليه »
« من أراد أن يذوق لذة طعم معاشرة أهل الجنة فليصحب الفقراء
الصادقين »
« المحبة ميلك إلي المحبوب بكليتك، ثم أيثار له علي نفسك
وزوجك ومالك، ثم موافقتك له سراَ وجهراَ، ثم علمك بتقصيرك في حبه »
« جوهر الإنسان الفضل وجوهر العقل التوفيق »
« ترك الدنيا مع ذكرها صفة الزاهدين وتركها مع نسيانها صفة
العارفين »
« خيار هذه الأُمةِ الذين لا تشغُلهم آخِرتهم عن دنيا هم؛
ولا دنياهم عن آخِرتِهم »
« من طبع على البدعة متي يشيع فيه الحق؟ »
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه االله، يقول: سمعت
عبد االله علي الطوسي يقول: سمعت جعفراً الخلدي يقول: سمعت أبا عثمان البلدي يقول:
قال الحارث المحاسبي: « من صح باطنه بالمراقبة والإخلاص، زين الله ظاهره بالمجاهدة
واتِّباع السنَّة».
أصحابه:
ابن مسروق
أحمد بن القاسم
الجنيد البغدادي
أحمد بن الحسن الصوفي
إسماعيل بن إسحاق السراج
أبو علي بن خيران الفقيه
مؤلفاته:
رسالة المسترشدين
فهم القرآن ومعانيه.
التوبة.
بدء من أناب إلى الله.
شرح المعرفة وبذل النصيحه.
آداب النفوس.
كتاب الرعايةِ لحقوق الله.
التوهم.
كتاب مائية العقل وحقيقة معناه.
وفاته:
توفي المحاسبي ببغداد سنة 243 هـ.
رسالة المسترشدين
تاريخ التأليف: القرن الثالث الهجري
قد تضمن في هذه الرسالة غالي النصح وفيها من الإرشاد والتوجيه والنهي والتحذير والسلوك إلى الله تعالى بأسلوب سهل بسيط يليق بالمبتدء ويذكر المنتهي.
أضف تعليقك