التعريف: التّاريخ في اللغة: مصدرٌ من الفعل أرَّخَ، وتاريخ الشّيء يعني غايتُه ووقتُه الذي ينتهي إليه. أمّا المقصود بالتّاريخ في الاصطلاح فهو: تعريفٌ بالوقت، واختلف العلماء في أصل الكلمة؛ فمنهم من قال إنّ أصلها عربيّ، ومنهم من قال إنّها فارسيّة، ومنهم من قال غير ذلك، ولكن التّاريخ بمفهومه العام هو التّوقيت، ويعني ذلك تحديد زمن الأحداث، ووقت حُدوثها، كما أشار إليه السّخاويُّ أيضاً بأنّه: الفنُّ الذي يُبْحثُ عن وقائعِ الزّمان من حيث توقيتُها.

الموضوع: المَحَاورُ الثلاثةُ للتصنيف في علم التاريخ هي: الزَّمانُ والمكانُ والإنسان. وموضوعُ التاريخ يشملُ دراسة نشاط الإنسان في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية والقانونية والعسكرية، وكلِّ ما يَصْدرُ عن الإنسان من نشاطٍ.

الثمرة: من أهم الثمرات التي ينبغي أن يطلبها دارسُ التاريخ؛ التعرفُ على مَعالِم تاريخ الإنسانية كيف بَدَأَتْ, وما هي الأطوارُ التي مرَّتْ بها, وما هي أهمُّ المَعالِم في تاريخها. وللتاريخ فوائد جمَّة لا سبيل لحصرها؛ ونذكرمنها: أولا: أن بالانكباب على قراءة التاريخ وسبر حكمه والغوص تحت نواميسه يستطيع اللبيب الفطن توقع المستقبل؛ إذ لا سبيل إلى استشراف ما هو آت إلا عبر دراسة ما فات، وكفى بها من فائدة جليلة، وهذا لا يناقض أبدا علم الغيب، وإنما هذا مبني على دراسة تحليلية تحت قواعد وأرقام وإحصاءات وتجارب سالفة. ثانيا: الوقوف على التجارب الصحيحة الدارة للمنافع وتبنيها، والنظر في أخطاء الأولين وتفاديها. ثالثا: أن بدراسة التاريخ تعرف الصديق من العدو، وتعلم كيف يفكر خصمك، وما هي أساليب مكره، وكيف يخطط لك، إذ إن الإنسان هو نفسه مذ أن خُلق، وإنما التغيير البسيط يأتي في نمط الحياة، وهذا لا يؤثر كثيرا في أفكار الإنسان. رابعا: يساعد التاريخ كافة الباحثين والمتخصصين في تتبع مسار تخصصهم وكيفية تطوره وتفرعه، وما الضرورة التي دعت لنشأة ذاك العلم، وهذا يساعد كثيرا في تطوير مناهج العلوم وإضافة الجديد لها بشكل أوضح وأدق. خامسا: يسلط التاريخ الضوء على الحركات الدينية والسياسية والعلاقة الجدلية بينهما، والأهداف التي أدت إلى تلك الحركات وأسبابها وغاياتها. سادسا: يعطينا التاريخ نماذج متنوعة من القدوات في شتى الميادين وكافة الأصعدة؛ لتربيةِ أجيالٍ ذاتِ شخصيةٍ قويةٍ تعتزُّ بتاريخها وأبطالها لا بالوهم والأساطير، وتعيش الواقع لا الخيال.

النسبة: يُنْسَبُ إلى العلومِ الإنسانية التي تهتم بدراسة الظواهر والمشاكل التاريخية القديمة الخاصة بالعصر الحاضر، كما يُعدّ سجلًا للأحداث التي دارت في القديم حتى يومنا الحالي.

الفضل: التاريخ أعظم معلِّمٍ عبرَ الزمن، ومن لا يهتم بالتاريخ لا هُوية له، وما ينفك أن يكون إِمَّعةً عَالةً على غيره شاغرًا فاهُ انبهارًا بالغير، مغلوبٌ على أمره، كما قال ابن خلدون -رحمه الله-: المغلوب مولوعٌ دائمًا باتباع الغالب.

الواضع: مؤسس علم التاريخ في الإسلام هو التابعي الجليل أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام الأسدي على أرجح الأقوال سنة 23 هـ. فهو يُعَدُّ بحقٍّ أولُ من صَنَّفَ في المغازي أو كتب الغزوات، ولكن مصنفاته لم تكن كتبًا بالمفهوم المتعارَف عليه الآن بين الدارسين؛ وإنما كانت عبارة عن رسائل، تجمع كل رسالة الروايات التي تتناول موضوعًا معينًا يشبه ما يسمى الآن الفصل من الكتاب يكتبه بأسلوبه الخاص، فتجد كتابًا عن وقعة الجمل فقط أو صِفِّين بعينها، أو ما إلى ذلك.

الاسم: علمُ التاريخ - علمُ القصص والأخبار.

حكم الشارع: حُكْمُ تَعَُّلُّمِه وتعليمِه الوجوبُ الكِفَائي.

المسائل: أحوالُهُ المفصِّلَةُ للجزئيات تحت دائرة الأحوال العارِضةِ الموجودةِ للإنسانِ وفي الزمان.

الشماريخ في علم التاريخ

الشماريخ في علم التاريخ

اسم المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، ت 911 هـ

تاريخ التأليف: التاسع الهجرى

هو كتاب صغير للسيوطي ، يتكون من ثلاثة أبواب الباب الأول (في مبتدأ التاريخ) . الباب الثاني (في فوائده) . الباب الثالث (في فوائد شتي تتعلق به) .