عبد القادر الحسين الشامي

الدكتور عبد القادر محمد الحسين عضو الهيئة التدريسية في جامعة دمشق وأستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية العلوم الإسلامية بجامعة يالوا.

ولد في مدينة الميادين (الرحبة) من وادي الفرات، في الجمهورية العربية السورية سنة (1391) للهجرة الموافق (1971) م

من عائلة معروفة بالعلم والدّين والدّفاع عن السنّة النبوية فوالده الأستاذ محمد صالح الحسين من أبرز الدّعاة إلى الله في وادي الفرات ..وعمه الأستاذ حماد كذلك..وابن عم جدّه عبد الرحمن الجاسم الموسى كان المرجع الأبرز في الفتوى والفقه في زمانه في مدينة الميادين..وجدّه لأمه الحاج علي الحديد كان شيخ مدينة العشارة لأكثر من ستين سنة.


ينتهي نسبه إلى قبيلة تميم العربية حيث هاجر جدّه التاسع مصطفى من نجد وأقام في الرحبة قبل حوالي ثلاثة قرون.

فهو عبد القادر بن محمد بن صالح بن حسين بن عيسى بن حُمدي بضم الحاء بن حروبي بن علي بن حَمَد بن مصطفى التميمي.

أما نسبه من جهة الأم فينتهي إلى سيّدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد قدموا من عانة في العراق أول مرة مع جدهم الثالث السيد عبد الله أحد ورّاث السيد أحمد الراوي رحمه الله.


نشأته

كان نابغا منذ الصبا حيث أتمّ قراءة القرآن الكريم على والده قبل دخول المدارس النّظامية وتمرّس على حفظ الحديث النبوي منذ صباه وقد حفظ مئة حديث قبل المدرسة أو في السنوات المبكرة منها وأخذ جائزة في المسجد ولقّب بنجم الحديث في طفولته.

عشق اللغة العربية ولا سيما النحو في الخامس الابتدائي فكان يعرب ما يجده من شعر جاهلي وغيره ومن الطرائف آنذاك أنه كان يعرب كل ما يسمع حتى لو طلبت منه أمه طلبا أعرب كلماتها فكانت تتضايق من هذا..

وقد أحب الأدب العربي ولاسيما الشعر في تلك المرحلة حيث قرأ معظم ما وجده من الكتب الأدبيّة في مكتبة أبيه العامرة..وقد وله بذلك لدرجة أنه قرأ بعض كتب المنفلوطي على ضوء النوّاسة حين كان أبوه يطفئ الأضواء، كما قرأ في تلك الفترة ما وصل إليه من حكايا التراث الشّعبي،ومن الكتب التي قرأها مبكّرا جدا كليلة ودمنة.


عرف بين أقرانه بالتقدم في علم النحو في زمن مبكر ومن الطّرائف أنه أتقن إعراب الجمل في الابتدائية وحينما دخل الإعدادية طلب منه أستاذ العربية في الأوّل الإعدادي إعراب بيت في المنزل فأعربه مفردات وجملا فرآه المدرس فغضب قائلا : كيف تطلب من أبيك أن يعرب لك؟! فقال: أنا الذي أعربتها فغضب الأستاذ واتّهمه بالكذب! فقال له سل ما شئت فسأله فأجاب فبهت الأستاذ واعتذر قائلا : هذا فوق مستوى الطلاب!


تعليمه

أخذ الثانوية العامة من ثانويّة عبد المنعم رياض في الميادين، وكان من الأوائل في القطر السوري آنذاك فأرشده أبوه إلى الشريعة بمباركة شيخه عبد القادر عيسى الحلبي رحمه الله وبشّره وقتها أنّه سيأخذ الدكتوراه من مصر، فرفض منحة قدّمت إليه من دولة الاتّحاد السّوفيتي آنذاك لتفوّقه في الثانوية وكان العرض مغريا جدا لدرجة أنه يستطيع أن يدخل أي فرع يختاره بمنحة ممتدة حتى نيل الدكتوراه.

درس في كل من كليتي الشريعة في جامعة دمشق والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وتخرج من الثانية بتقدير ممتاز سنة (1995) م .

نال درجة دبلوم الدراسات العليا في الفقه الإسلامي وأصوله في كلية الشريعة من جامعة دمشق سنة (1997) م بتقدير جيد جدا، وعين معيدا في قسم علوم القرآن والسنة في السنة ذاتها. وأوفد إلى جمهورية مصر العربية ـ جامعة القاهرة ـ كلية دار العلوم سنة (1998) م.

نال درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية سنة 2002 م، بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة (حماية البيئة في ضوء نصوص القرآن والسنة) والتبادل مع الجامعات الأخرى.

نال درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية سنة 2004 م ، بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة (معايير القبول والرد لتفسير النص القرآني) وتبادلها مع الجامعات الأخرى، والكتاب مطبوع طبعتين في دار الغوثاني بدمشق.

وهو أوّل سوري يأخذ التوصية في الطّباعة في كل من الماجستير والدكتوراه في كلية دار العلوم من جامعة القاهرة.

شيوخه وطلبه للعلم

تلقى العلم على عدد من كبار العلماء في كل من الشام وعلى رأسهم الشيخ عبد القادر عيسى الحلبي، ومنهم الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وقد قال له يوم قرأ رسالته للدكتوراه: قلما قرأت رسالة علمية في هذا المستوى .. هذا مع تشدّد الشّيخ المعروف في مثل هذا، ومنهم الشيخ الدكتور نور الدين عتر، ومنهم الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي ومنهم الشيخ عبد الرزاق الحلبي ومنهم الشيخ الدكتور عبد اللطيف فرفور ومنهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري ومنهم الشيخ الدكتور مصطفى البغا وغيرهم.

وفي الحجاز أخذ عن عدد من الشيوخ وعلى رأسهم الشيخ سعد الدين المراد الحموي والشيخ محمد علي المراد الحموي والشيخ عطية محمد سالم والشيخ السيد محمد علوي المالكي وغيرهم.

وفي مصر أخذ عن عدد من الشيوخ وعلى رأسهم مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة حيث لازمه ست سنوات وكان أقرب الناس للشيخ وقد أمره أن يجلس مكانه للدرس في غيابه، ومنهم الشيخ الدكتور مصطفى عمران رحمه الله.

تدريسه

درّس في الجامع الأزهر الشّريف الفقه الحنفي والأصول والعقيدة والفرائض وله حلقة معروفة دامت عدة سنوات وهو أوّل شامي يدرّس في أروقة الجامع الأزهر منذ عشرات السنين ، وله طلّاب كثر، وعدد منهم الآن أساتذة في جامعة الأزهر ومن أبرز طلّابه هناك الشيخ الدكتور خالد حماية إمام جامع السلطان حسن وخطيبه والمدرّس فيه، ومنهم الدكتور حمد الله الصفتي المدرس بجامعة الأزهر ومنهم الدكتور أحمد الشّريف المدرس بالأزهر ومنهم الشيخ هشام الحنفي المدرس بالأزهر وغيرهم كثير.. كما درّس في المدرسة الحنفية في جامع السلطان حسن في القاهرة وأجاز هناك عددا كبيرا من الطّلاب.

الشيخ معروف جدا في مصر ووسط علماء الأزهر الشّريف وكان يعرف هناك بالشيخ عبد القادر الشامي الحنفي.

بقي مدرّسا للتفسير وعلوم القرآن الكريم في كلية الشريعة من جامعة دمشق، وكلية أصول الدين من قسم التخصص في معهد الفتح الإسلامي، وكلية الشريعة في مجمع كفتارو بدمشق، لما يقرب من عشر سنوات.

درّس في كلية الآداب من جامعة دمشق وفي كلية الآداب في جامعة الفرات أكثر من سنة.

يدرس الآن في كلية الإلهيات جامعة يلوا في تركيا.

مدرس العقيدة الإسلامية في وقف حرا نور باسطنبول.

كان له دروس عديدة في علوم شتى في مدينة الميادين منها أنه أقرأ موطأ الإمام مالك بالإسناد في مسجد عمر بن الخطاب"الحريب" كما درّس هناك الأشباه والنّظائر لابن نجيم، والعقيدة أكثر من مرة وفي أكثر من مسجد.

درّس أصول الفقه في "صحن ثمان" في إسطنبول في دورة أسماها تسهيل الأصول منشورة على قناته في "يوتيوب"

منهجه

يتبع الشيخ منهج أئمة الإسلام الأشعرية وهو متأثّر كثيرا بمنهج حجّة الإسلام الغزالي في تبسيط الأمور بعد الفهم الثّاقب لها.. وأن لا يرد على مذهب أو فكر حتى يحيط به وقد طبّق هذا عمليّا في ردّه على الفرقة الوهّابية الحشويّة المجسّمة الزّاعمين اتّباع الدّليل الصّحيح بعد أن قرأ وحضر على عشرات الشّيوخ منهم.


ويمتاز منهج الشّيخ بالفهم العميق للتّراث مع فهم الواقع وتقديم ما يناسب العصر وفق التّمسك بمناهج أعلام الأمّة دون جمود الظّاهرية السّلفية أو شطط الحداثيّين.

والشيخ من دعاة التصوف العلمي القائم على الاتّباع للكتاب والسنة وهو ينتمي إلى المدرسة الشّاذلية.


ويعدّ حفظه الله من أعلام أهل السنّة والجماعة من طبقة الشيخ الدكتور سعيد فودة متكلّم أهل السنة وشيخ الأردن والشيخ القاضي الدكتور أسامة الرفاعي الطرابلسي كبير علماء لبنان والشيخ المحدث المتكلم أبو الهدى اليعقوبي شيخ دمشق والشيخ الدكتور أسامة السيد الأزهري المصري والشيخ الدكتور أبو بكر سيفل التركي..وتربطه بالشيوخ الفضلاء علاقات حميمة وتعاون منهجي.


كتبه

له عدد من المؤلفات إضافة إلى رسالتي الماجستير (حماية البيئة في ضوء نصوص القرآن والسنة) والدكتوراه معايير القبول والرد لتفسير النص القرآني ومنها:


ترجمان القرآن وشيخ المفسرين وقد طبعا في دار الغوثاني بدمشق.

إمام أهل الحق الشيخ المجدد أبو الحسن الأشعري طبع في دار المشرق بدمشق.

الوسيط إلى قواعد تفسير كتاب الله المحيط تحت الطبع في دار النور المبين في الأردن.

التّطرف السلفي في فهم الدّين تحت الطبع في دار النور المبين في الأردن.

الزّبدة الهنية شرح الخريدة البهية في العقائد السنية مخطوط.

له عدة أبحاث علمية محكمة منها:


أصول المنهج العلمي في القرآن الكريم، نشر في مجلة الإحياء الجزائرية.

العناصر المرجعية لتفسير القرآن الكريم عند الإمام الشافعي، نشر في مجلة التراث العربي في سوريا سنة2011م.

تمييز الدخيل في تفسير القرآن الكريم، مجلة جامعة دمشق.

النصيحة في القرآن والسنة دراسة موضوعية.

- له مقالات علمية وثقافية عديدة في مجلات عربية وإسلامية كمجلة الرحلة التركية، ومجلة نهج الإسلام السورية.


مؤتمرات حضرها

شارك في عدد من المؤتمرات في سوريا وغيرها، منها:


مؤتمر التسامح الديني في الإسلام الذي انعقد بدعوة كلية الشريعة في جامعة دمشق 2009م شارك فيه ببحث عنوانه: تسامح أرباب السلوك مع العصاة وغير المسلمين، الإمام الشعراني أنموذجا.

الندوة الدولية عن الأوقاف "حلب- غازي عنتاب" بتنظيم كلية الشريعة في جامعة حلب مع مديرية أوقاف غازي عنتاب في تركيا 2009م: شارك فيه ببحث عنوانه: أثر الأوقاف على المذاهب الإسلامية، مدينة حلب أنموذجا.

مؤتمر التعليم الشرعي والتنمية في جامعة حلب سنة 2010م، شارك فيه ببحث عنوانه: التعليم الشرعي في المدرسة الإسلامية القديمة وأثره في التنمية البشرية.